كنت زمان بروح الكُلية في اليوم ده ألاقي البنات لابسين أحمر و الولاد كلهم موجودين على غير العادة و الورد الأحمر و الهدايا في كل حتّه, كان في بنات بيبقوا قاعدين لوحدهم مُكتأبين, أو هيمانين, أو مستنيين, لكن أنا كنت بتفرّج :) بصراحة ماكنتش بشتاق للحُب ده, و لا كان نفسي في دبدوب و لا أرنوب, و الأحمر طول عمره بيليق عليّه و بلبسه مش مستنيّه الفلانتين, و حتى الورد كان كتير بيحاولوا يهادوني بيه و أنا كنت بكسفهم أشد كسفه و أرفض أخده, مش عشان أنا مُعقّده و لا لأني مغرورة, لكن أنا فعلاً ماكنتش عايزه الحُب ده.
لحد ما إتصالحت مع الفلانتين و قلت أهو مُناسبة حلوة نحتفل بيها و نضيف رصيد من الخروجات و الهدايا, و بمرور الوقت وقع مني الفلانتين زي ما حجات كتير وقعت, بنتغيّر آه بنتغيّر, كُنت زمان مبحبش فيلم تيتانك, كنت الوحيدة فمصر اللي مبتحبهوش, و كنت بقول عليه حُب مرتبط بشهوة, و خيانة إنها تسيب خطيبها, و مُبالغه إنه يموت عشانها, و نداله إنها تتجوز بعده, كنت بستغرب صحابي اللي دخلوه سينما مرتين و تلاته, و اقولهم رأيي الغبي "ده مش حُب"
لمّا شفته بعد سنين كتير حبيته, حسيته, فهمته, عيطت من كل مشهد بينهم و رقصت معاهم و تحررت من قيودي الكتير و تمنيت يكون عندي الجُرأة و أقف على قمة مركب و هو يكون قوّتي, و تمنيت إني أضحي بكل اللي في إيدي عشانه, عشان جنونه و حُبّه, و إنه يعلمني الحياة و الصفاقه و الجموح و الحُريّة من جديد, الفيلم ده عرفني إن مش كل اللي بنشوفه من برّه بيكون صح و إن الحقائق غبية و المنطق مش مفروض إنه يكون له وجود مع الحُب, هي ماكنتش محتجاله و لا هو كان محتاج لها, لكنهم لقوا نفسهم مع بعض.
على فكرة موته عشانها مش معجزة, أنا عندي يقين إن اللي بيحب بجد ممكن يعمل ده على الرحب و السعه و السعادة كمان, و إنها كمّلت حياتها بعده ده لأنه طلب منها إنها تموت عجوزة دافيه بين أحفادها, لكن هو فضل جوّاها محفور في قلبها و فكل تجعيدة من تجاعيد السنين عليها.
و دلوقتي أنا عرفت إن توقيت عيد الحُب مش يوم 4 نوفمبر و لا 14 فبراير, لكنه أيام تانيه بتواريخ تانيه قلوبنا عمرها ما هتنساها, هنفضل نحتفل بيها كل ما تيجي حتى لو مع نفسنا, يكفي إن يكون ده اليوم اللي قلبك إتخطف فيه و روحك إتسرقت فيه عشان يكون عيد حُب.