قد لا يعتبره البعض يوماً مميزاً حتى هو صاحب الحدث نفسه لم يعتبره كذلك, كان مرتبك يطوف حوله بعض الغضب الخفيف الذي لم يلمحه غيري, لم أشأ أن أسأله حتى لا أُفسِد عليه عقله الذي أُدرِك تماماً كم تعِب في ترتيبه, وصلت مُتأخره كعادتي, مُتأنقة كأنّي أنا صاحبة المُناسبة, دخلت مستشفى القصر العيني و كان لي زمن لم أدخله منذ أن درست فيه مُدة تيرم مادتي الهيستولوجي و الفيسيولوجي, و كنت أعتبره مكان كئيب إرتعبت منه ذات يوم عِندما دخلت المشرحة بالخطأ و خرجت منها عدواً مثل الأطفال رغم أني لم أجد أثر آدمي, لكن مجرد فكرة وجودي في هذا المكان أرعبتني, لفّت الذكريات بِرأسي لحظات قليلة قبل أن أصِل لقاعة المُحاضرات لأحضر مُناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة بأخي شريف.
جلست في مُدرّج صغير أعادني لأيام بريئة ضاعت مني في اللا شئ سوى كتابة الأشعار و الحواديت الصغيرة على أطراف الكشاكيل في المُحاضرات, كُنت فخورة بأخي الذي صال و جال و ناقش و أفحم بِكُل مهارة و أدب, أعرِف انه محبوب رغم سفره الطويل و غيابه عن مكان عمله الأساسي, شريف الرجل الذي يُقدِّم خدماته بل و كل حماسه و تركيزه لأي شخص أياً كان يقصده في طلب, أخي الطيب الذي لن أُبالغ إن قلت أن أخلاقه تُشبِه أخلاق الرُسُل, إنتهت الرسالة منحوها له و صفقنا جميعاً لهذا الشاب الذي كان يشعر أن كُل نجاح يُحققه هو نجاح لنا جميعاً.
عِندما إنتهى كُل شئ إنتحيت به جانباً و سألته عن سبب عدم إكتمال سعادته, أجابني أن هذه الرسالة لم تكن هي التي يتمنى مناقشتها, و أنه عرض فكرته بالفعل على المُشرِف قبل أعوام و رفضها و آثر أن يتم مُنافشة فِكرة أُخرى تخدِم مصلحته بِالقسم, سنوات و هو يُحضِّر لشئ بدون شغف, بدون رغبة حقيقية, و أنجزه بِالفعل, لكن بعد أن أصبحت فكرة الرسالة مُستهلكة و لا فائدة من وراءها, أمّا أفكاره المُتطوره المُفيدة للعِلم و تخدِم المصلحة العامه لا الخاصة فهو غير مسموح له بتطبيقها هُنا في وطنه في مستشفى القصر العيني أعرق و أهم مستشفى تعليمي بِمصر.
أنا لن ألومه إذن على غُربته و بُعده فهو لم يجد هُنا الشغف الذي يجعله يعمل بجهد كامل و بدون ملل, و مع ذلك فهو ينوي العودة لِمصر بعد أن تنتهي سنوات دراسته بأمريكا و يحلم بِصُنع تغيير حقيقي في مجاله, الدراسة الجامعية, و قد وضع خطط طويلة و أحلام عريضة للتغيير من أسلوب الدارسة في القصر العيني و تطويره, لا أريد أن أحبطه و أجعله يرتطم بقسوة الواقع التي نسيها في حياة الغرب الهادئة..و لو أنه يُشبِهني...عنيد مع أحلامه :)
هناك 5 تعليقات :
لا لا ماتصدمهوش سبيه يمكن على مايرجع الواقع ده يتغير
وجايز يعرف يحقق الموضوع اللى يثير شغفه ويفرحه بجد
مبروك له .. وليكم
للأسف
ان التعليم ف مصر كله كلام فاضي
لا اساس له من التعليم في شيء
اعاننا اللله
وخاصة ان الناس المحبة للعلم يكون قلبها منفطر لهذا جدااا
مبروك لأخوك وان شاء الله ربنا يعوضه خير
هيحقق حلمه
و هيرجع لمصر بأذن الله
و زى جاهين ما قال
على اسم مصر
القاهرة في اكتئاب والأنس عنها غاب
من عتمة تدخل لعتمة كأنها ف سرداب
أو قرية مرمي عليا ضل هجانةالحظر
م المغربية بأمر مولاناومصر في الليل بتولد
والبوليس ع الباب
صبية ولاٌدة يابا ولحمها جلاب
طلع الصباح زغرطت في السكة فرحانه
على كتفها مولودتها لسه عريانه
وف لحظة كانت جميع الدنيا دريانة
على اسم مصر .
مصر دايما ولادة يا شرين
و اللى ولدت مجدى يعقوب هتولد شريف سامى
هو ممكن يكبر و يرعرع فوق فوق و يبعد
لكن دايما مربوط فى جدره فى الارض وهو اللى ماسكه و هو اللى مديله الامان يبعد لانه مطمن ان فى جدر جامد ماسكه
ربنا يوفقه و يخليه ليكم ويخليه لبابا و ماما
و على فكرة هو شبه بابا جامد
تحياتى
10000000000000000000000 مبروووووك والى الأمام دائما
وربنا يوفقه ويحقق كل ما يتمناه
الله يبارك فيكم يا رب :)
إرسال تعليق